اعلان اسفل القائمة العلوية

وقائع يوم «الأحد الغاضب» فى شارع كنيسة «القديسين» بالإسكندرية

وقائع يوم «الأحد الغاضب» فى شارع كنيسة «القديسين» بالإسكندرية

  كتب   سماح عبدالعاطى    ٤/ ١/ ٢٠١١

تصوير - طارق الفرماوى
متظاهرون غاضبون أثناء المسيرة الاحتجاجية أمس الأول
















لم يكن صباحاً عادياً كبقية الأيام، رغم محاولة الجميع التظاهر بذلك.. شىء ما جعل من صباح أمس الأول، فى شارع خليل حمادة بمنطقة سيدى بشر فى الإسكندرية، صباحاً مختلفاً، شىء ما غلَّف أصوات أجراس كنيسة القديسين التى اعتادت أن تنطلق صباح الأحد من كل أسبوع مؤذنة ببدء إقامة الصلوات بحزن عميق.. وفرض خشوعاً من نوع غريب على المسيحيين الذين راحوا يتوافدون على الكنيسة منذ الصباح الباكر.. بل أكثر من ذلك ألزم مسجد شرق المدينة الذى يقع فى مواجهة الكنيسة بهدوء غريب خيّم على كل جنباته بطريقة لفتت الانتباه.
بدأ الصباح بعمال النظافة الذين راحوا يغسلون أرضيات الشارع من آثار الدماء الناجمة عن سقوط عشرات الضحايا جراء الانفجار الذى وقع ليلة رأس السنة.. تزامن ذلك مع بدء إقامة قداس الأحد داخل الكنيسة، وجاء التقاطر الخفيف للمارة فى الشارع كنتيجة طبيعية لتواجد قوات الأمن المركزى بشكل مكثف فى مداخل الشارع ومخارجه، للتأكد بدقة من الداخلين للشارع، مع منع تام لمرور السيارات. لم يكد القداس ينتهى، حتى تلاه قداس آخر، انتهى بدوره ليتجمع المصلون فى ساحة الكنيسة الداخلية ويبدأوا فى ترديد الهتافات المطالبة بالثأر ممن تسببوا فى قتل من راحوا.
مع اقتراب الظهيرة أخذت الهتافات فى الاشتعال «بالروح بالدم.. نفديك يا صليب»، و«حسنى مبارك يا رئيس.. دم القبطى مش رخيص»، و«عايزين حقوقنا». مجموعة صغيرة من بضع فتيات يرتدين الزى المدرسى رُحن يتتبعن آثار الدماء والأشلاء الملتصقة بواجهة الكنيسة والمسجد قبل أن يتسللن إلى داخل الكنيسة، ولم يطل بهن المقام كثيراً إذ سرعان ما خرجن وهن فى حالة بكاء هستيرى، دفع بعض الموجودات لمحاولة تهدئتهن، تكرر الأمر مع بعض السيدات العابرات فى الشارع، واللاتى توقفن ليشاهدن آثار الدماء، متجاهلات رجال الأمن الذين انتشروا بطول الشارع وعرضه، وراحوا يحثونهن على الانصراف من المكان.
لم يكن غريباً وسط الاحتقان الذى سرى كشحنة كهربية فى الجو أن يتأخر مؤذن مسجد شرق المدينة المواجه للكنيسة دقيقين عن باقى المساجد فى رفع أذان صلاة الظهر، ولا أن يوقف أذانه بعد نداء «الله أكبر الله أكبر»، ثم الامتناع نهائياً عن إقامة الصلاة، خاصة مع قلة المتوافدين على المسجد فى ذلك التوقيت.
لم تكد الساعة السادسة مساء تقترب إلا كانت الشرطة قد أغلقت كل الطرق المؤدية لشارع خليل حمادة، بداية من التقائه مع شارع العيسوى.. فجأة خرج ما يقرب من ٧٠ شاباً من أحد الشوارع المتفرعة من شارع العيسوى تجمعوا بسرعة البرق وساروا فى الطريق مرددين هتافات «بالروح بالدم.. نفديك يا صليب»، و«عايزين حقوقنا».
وقطعوا الطريق، وأخذوا يطرقون مقدمات السيارات، فى حين طاردتهم سيارة شرطة مصفحة خرج من أعلاها فرد ممسكاً بندقية دفع من خلالها قنبلة مسيلة للدموع فى اتجاه الشباب، وكانت النتيجة أن تفرق الجميع فى جميع الاتجاهات.

ليست هناك تعليقات:

اضافة تعليق

جميع الحقوق محفوظة © 2013 nourheikel
تصميم : يعقوب رضا