اعلان اسفل القائمة العلوية

المظاهرات تجتاح القاهرة والمحافظات احتجاجاً على الحادث.. وإصابة ٩ جنود وضابط فى مظاهرة بشبرا

٥/ ١/ ٢٠١١
تواصلت المظاهرات الغاضبة لليوم الثانى على التوالى فى القاهرة والمحافظات احتجاجاً على حادث كنيسة القديسين بالإسكندرية، وشهد بعضها مصادمات بين المشاركين وجنود الشرطة، وأصيب ٩ جنود وضابط أمن مركزى فى مظاهرة بمنطقة مسرة بشبرا.
بدأت المظاهرات على الكوبرى الدائرى بمنطقة الخصوص، حيث قام آلاف الأقباط بقطع الكوبرى للتعبير عن غضبهم، مما تسبب فى اندلاع أحداث بين المسلمين والمسيحيين، حيث قام مئات المسلمين برد فعل معاكس لمظاهرة الأقباط وذهبوا لكنيسة مارمينا والبابا كيرلس ورشقوها بالطوب، الأمر الذى أدى إلى تكسير واجهة الكنيسة وأطلق الأمن أربع قنابل مسيلة للدموع لفض المظاهرات بين الجانبين.
وشهدت منطقة مسرة وقفة احتجاجية شارك فيها نشطاء سياسيون وأعضاء بحركات «شباب من أجل العدالة والحرية» والتيار التجديدى الاشتراكى من المسلمين والمسيحيين، معلنين وحدتهم فى التصدى لأعمال العنف ورفضهم الأعمال الإرهابية.
وطالب المتظاهرون بسرعة ضبط الجناة، وهتفوا: «عاملوا مريم زى فاطمة تبقى دى هى المواطنة». وشهدت المنطقة حالة من التوتر الأمنى، وتوقفت حركة السير تماما، وانتهت المظاهرة فى الثالثة فجرا بإصابة ٩ جنود وضابط أمن مركزى إثر تعدى المتظاهرين عليهم بالضرب وتكسير عدد كبير من سيارات الأمن المركزى، وانتقل إلى مكان الأحداث اللواء إسماعيل الشاعر، مساعد أول الوزير لمنطقة القاهرة، وبصحبته اللواء أمين عزالدين، مدير الإدارة العامة لمباحث القاهرة، واللواء طارق الجزار، نائب المدير، واللواء حسام رضا، مدير المباحث الجنائية، والعقيد هشام جمعة، وعدد من قيادات وجنود الأمن المركزى.
بعدها مباشرة توافد آلاف الأقباط حاملين الصلبان من دوران شبرا وتمكنوا من اختراق الكردون الأمنى للانضمام للسياسيين، أمام كنيسة العذراء بمسرة مما تسبب فى قطع طريق شبرا وهتفوا: «بالروح بالدم نفديك يا صليب».
«المصرى اليوم» كانت هناك حتى الساعات الأولى من الصباح، والتقت أقباطاً ومسلمين. قال القس كاراس إبراهيم بكنيسة العذراء مريم بـ«مسرة»: «نطالب الشباب الأقباط بالهدوء لأن العجلة دائما لا تأتى إلا بالأخطاء، والحلول لا تأتى إلا بالتريث»، وأضاف: «أن ما فعله بعض شباب الأقباط من قذف طوب وتكسير سيارات الشرطة والسيارات المارة لا يجدى ولن يكون الحل».
وتابع: «الحلول تأتى بالتفاهم وتقديم المطالب للجهات المختصة بكل هدوء دون عنف، لأن العنف لن يولد سوى العنف»، مشيرا إلى أننا «حتى الآن لم نعرف الفاعل الأصلى للجريمة وهل هو مصرى أم أجنبى، وكذلك لم نعرف ديانته لذا ننصح الشباب بالتريث حتى لا تزداد الأمور تدهورا». وتدخل شاب قبطى مقاطعا بصوت عال: «اسمعونى» التف الجميع حوله، فقال: «المسلمون كسروا كنيسة مار مينا بمنطقة شبرا وتعدوا على الأقباط بالضرب فى غياب الأمن»، فأمسك به عدد من الأقباط وطالبوه بعدم إثارة الفتنة فى البلد وأصروا على معرفة مصدر معلوماته، فقال لهم إنها شقيقتى، أخذ أحدهم رقم هاتفها واتصل بها إلا أنها نفت الواقعة تماما مما أثار غضب العقلاء منهم.
وسط هذه الأحداث أمسك قيادى كنسى بميكروفون، ونادى بصوت عال اخترق ضوضاء المتظاهرين، مطالبا بالهدوء وعدم إشعال الفتنة بين قطبى الأمة، مؤكدا أن الأمور لا يمكن أن تحل بهذه الطريقة، مشددا على أن المسلمين «إخوة لنا وبعض منهم يتظاهرون ويتضامنون معنا فى الأحداث الأخيرة».
من جانبها تقدمت حركة «مصريون ضد التمييز»، ومؤسسة الهلالى للحريات، والمركز المصرى للحقوق الاقتصادية والاجتماعية، ببلاغ للنائب العام للمطالبة بالإفراج عن ٨ معتقلين ألقت قوات الأمن القبض عليهم فى المظاهرة. كما نظمت حركة «شباب من أجل العدالة والحرية» وقفة احتجاجية أمام مكتب النائب العام للمطالبة بالإفراج عن المعتقلين، فيما قال النائب العام لمقدمى البلاغ إن نيابة روض الفرج حررت محضرا للمعتقلين الثمانية وجار عرضهم على النيابة الجزئية فى العباسية اليوم.
وفى ٦ أكتوبر شهد طريق المحور لليوم الثانى على التوالى مظاهرة حاشدة لعشرات الأقباط الغاضبين أمام كنيسة مار جرجس، رفعوا خلالها الصلبان الخشبية وصور القديسين، ونددوا بـ«التقصير» الأمنى فى حادث الإسكندرية، وقام بعضهم برشق السيارات المارة بالحجارة، وحاولوا قطع طريق المحور، وحال رجال الأمن دون ذلك وقاموا بعمل كردون أمنى حول المتظاهرين مما أدى إلى إصابة الطريق بالشلل خاصة أمام نزلة الوراق.
وفى محافظة المنيا شارك المئات فى مظاهرة غاضبة بمطرانية ملوى علت فيها الهتافات المنددة بالحادث، ونجح قساوسة الكنيسة فى احتواء المشاركين داخل المطرانية، وكثفت قوات الأمن من تواجدها حول الكنائس بشكل دائم، وأخطرت مطرانيات المنيا المسؤولين بالمحافظة أن الكنائس مفتوحة لتقبل العزاء حتى مساء الأربعاء المقبل وأن العيد يومى الخميس والجمعة يقتصر على صلاة القداس الإلهى لما يمثله من إحياء لذكرى ميلاد السيد المسيح ولا يمكن إلغاؤه، على أن يستأنف استقبال المعزين والمتضامنين بدءا من مساء السبت بعد ذكرى الميلاد. وفى بورسعيد انطلقت مسيرة شعبية حاشدة من أمام ديوان عام المحافظة شارك فيها جمعيات أهلية وحقوقية وكتاب ومفكرون من أبناء بورسعيد تأييدا للإخوة المسيحيين.
وفى أسوان نظم عشرات المحامين بمحكمة كوم امبو وقفة تضامنية امام المحكمة استنكروا خلالها استهداف المواطنين الآمنين وطالبوا بسرعة ضبط الجناة وتقديمهم لمحاكمة عاجلة.
كما نظم نحو ١٠٠٠مسلم ومسيحى وقفة تضامنية مع ضحايا الحادث داخل كنيسة مار جرجس بكوم امبو وأدوا الصلاة على أرواح الضحايا ونددوا بالحادث، مؤكدين أهمية الاحتفاظ بالوحدة الوطنية ووأد الفتنة.
وفى الأقصر قام العشرات من طلبة كلية الفنون الجميلة بالإضافة إلى أعضاء هيئة التدريس والعاملين بالكلية بعمل وقفة احتجاجية أمام مقر الكلية بشارع كورنيش النيل وسط المدينة، وحمل الطلاب لافتات تحمل شعارات «معا ضد الإرهاب».
فى سياق متصل، خرجت مسيرات حاشدة فى عدد من الجامعات المصرية تندد بالحادث، ونظم طلاب جامعة الأزهر مسيرة ضخمة لإعلان تضامنهم مع ضحايا حادث كنيسة القديسين بالإسكندرية، ورفضهم التام لكل العمليات الإجرامية والإرهابية التى تستهدف ضرب الوحدة الوطنية وزعزعة الأمن والاستقرار فى مصر. وتقدم الدكتور عبدالله الحسينى، رئيس الجامعة، المسيرة التى جابت أرجاء المدينة الجامعية، مساء أمس الأول، وردد الطلاب هتافات «يحيا الهلال مع الصليب»، «الله أكبر فوق المعتدين»، وحملوا لافتات «معاً لمواجهة الإرهاب والتطرف»، «الوحدة الوطنية لم تتأثر بالإرهاب».
وفى جامعة المنصورة شارك أعضاء هيئة التدريس الطلاب مسيرة حاشدة طافت أرجاء الجامعة، ورفع الطلاب لافتات مكتوباً عليها: «كلمة حق ودين، الهلال والصليب متحابين»، ووقف الجميع دقيقة حداداً على أرواح الشهداء أمام ساحة إدارة الجامعة، وأصدرت الجامعة بيانا نعت فيه الضحايا.
كما خرجت المسيرات الطلابية المنددة بالحادث فى جامعات الزقازيق وسوهاج وبنى سويف ودمياط وطنطا، وأصدر الطلاب وأعضاء هيئات التدريس بيانات إدانة وتعازى لأهالى الضحايا.
متابعة - حسن أحمد حسين وعماد خليل ووليد مجدى ومصطفى بهجت، والمحافظات - ممدوح ثابت وغادة عبدالحافظ وتريزا كمال وممدوح عرفة وإبراهيم معوض ومحمود الجعفرى وأكرم عبدالرحيم وعبد الحكم الجندى وجمال نوفل وحمدى جمعة وسامح غيث وسعيد نافع والسيد أبوعلى ومحمد فايد وأمل عباس وخليل عبادى


















ليست هناك تعليقات:

اضافة تعليق

جميع الحقوق محفوظة © 2013 nourheikel
تصميم : يعقوب رضا