اعلان اسفل القائمة العلوية

دعـوات إسـلامية ومسـيحية للغضـب بهـدوء

في إطار الجهود المبذولة حاليا لمتابعة التحقيقات والوقوف علي كل التفاصيل الدقيقة بشأن جريمة الإسكندرية‏,‏ والتوصل إلي الخيوط الجديدة‏,‏ يصل اليوم المستشار عبدالمجيد محمود‏,‏ النائب العام‏,

‏ لمتابعة واستعراض مجمل التحقيقات التي تجريها حاليا نيابة شرق الإسكندرية‏,‏ فضلا عن الاطلاع علي نتائج تقارير مصلحة الطب الشرعي بشأن الشهداء وتحريات الشرطة النهائية حول الجريمة‏.‏
وفي الوقت نفسه‏,‏ تتسارع جهود جهات التحقيق الرسمية بالنيابة العامة لتجميع كل الأدلة والوقوف علي سيناريوهات ارتكاب الجريمة في ضوء عمليات ربط تفاصيل الحالات‏,‏ وما تم التوصل إليه نتيجة المعاينات التي تمت لموقع الجريمة‏,‏ وأقوال الشهود‏,‏ ورجال الحراسة في المكان‏.‏
وقد ارتفع عدد شهداء الحادث أمس إلي‏19‏ شهيدا بعد وفاة المصاب صبري فوزي حنا في المستشفي الجامعي الرئيسي صباح أمس‏,‏ وتم التصريح بدفن الجثة‏.‏
وفي الوقت نفسه‏,‏ يستعرض مجلس الوزراء في اجتماعه صباح اليوم عدة تقارير عاجلة لوزارات الداخلية والصحة والتضامن الاجتماعي‏,‏ بشأن جهود متابعة الجريمة النكراء بالإسكندرية‏,‏ واستعراض الجهود للكشف عن كل ملابساتها وما توصلت إليه الأجهزة الأمنية من خلفيات جديدة‏,‏ بالإضافة إلي جهود وزارة التضامن الاجتماعي لصرف الإعانات للشهداء والمصابين‏.‏
من جانبه‏,‏ دعا البابا شنودة الثالث بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية الشباب المسيحي إلي التحلي بالحكمة والتعقل‏,‏ للحفاظ علي استقرار الوطن وضرورة التمسك بالحوار في حل المشكلات‏,‏ ودعا أقباط المهجر في الوقت نفسه إلي الاقتداء بموقف الكنيسة الأم‏.‏
وقال البابا شنودة إن الجنوح إلي الهدوء يؤدي إلي حل المشكلات‏,‏ وأضاف أن هتافات البعض تجاوزت كل حدود الأدب وكل القيم‏,‏ بأشكال لا يمكن أن نرضاها ولا يمكن أن تصدر عن مسيحي أو مسلم يتمسك بالقيم والأخلاق الكريمة‏.‏ ودعا البابا شنودة الجميع إلي التحكم فيما يفعلونه‏,‏ وأن يحسبوا رد الفعل‏,‏ فربما يخسر الإنسان القضية التي يغضب من أجلها بأسلوبه في التعبير عنها‏.‏ وقال البابا ـ في لقاء مع التليفزيون المصري ـ أنا لا أري صداما بين المسلمين والمسيحيين‏,‏ بل بالعكس‏,‏ أنا أري أن الكثير من المسلمين انضموا إلي إخوتهم المسيحيين‏..‏ونحن جميعا نسعي معا للخروج من هذه المشكلة‏.‏
وفي تحرك ديني مواز‏,‏ دعا الدكتور علي جمعة‏,‏ مفتي الجمهورية‏,‏ إلي سرعة وضرورة وقوف شعب مصر صفا واحدا الآن‏,‏ للتصدي لأي محاولات لإحداث فتنة طائفية‏,‏ وطالب بدراسة أسباب هذه الحوادث بهدوء وعناية ووقوف شعب مصر متحدا‏,‏ مهما يحاول البعض زعزعة الاستقرار‏.‏
وشدد المفتي علي رفض الإسلام والمسلمين أعمال الإرهاب‏,‏ وأن ما حدث في الإسكندرية عمل إرهابي وكارثة جاءت علي أساس إرهابي وليس طائفيا‏,‏ وأن الإسلام بريء منها تماما وممن يقفون خلفها‏.‏
وقال ـ في مؤتمر صحفي أمس ـ إن محاصرة الإرهاب تحتاج إلي سياسة النفس الطويل‏,‏ وتعاون وتنسيق بين كل الجهات المعنية‏.‏
وقال جمعة‏:‏ إن تطوير الخطاب الديني يتطلب اهتماما بتطوير المناهج الدراسية في مختلف المراحل وبالنظم الإعلامية‏,‏ للتركيز علي ما يهم مصلحة الأمة والعباد‏,‏ بعيدا عن مصالح أخري‏,‏ ونشر روح المواطنة والتسامح‏.‏
وأوضح أن أعمال المظاهرات والعنف في بعض الأماكن من الإخوة الأقباط تأتي في الأصل تعبيرا عن الغضب‏,‏ ولكن لابد من مراعاة مصلحة الوطن‏.‏
وفي تطور لاحق للحالة الأمنية‏,‏ نظمت‏13‏ كنيسة بمنطقة الخصوص في القليوبية عدة مظاهرات حاشدة للتعبير عن غضبهم من جريمة الإسكندرية‏,‏ حيث حدثت عدة حوادث تتعلق بقطع الطريق الدائري وإشعال النيران في إطارات الكاوتشوك‏,‏ في الوقت الذي انتقلت قوات الأمن بكثافة إلي مدينة الخصوص في محاولة لتهدئة الأوضاع واستدعاء عدد من الأساقفة لشرح الموقف للمتظاهرين‏,‏ والمطالبة باتباع إجراءات الهدوء والسلامة‏,‏ ولكن لم تنجح تلك المحاولات‏.‏
وقد أدت هذه المظاهرات إلي توتر في الموقف نتيجة بعض التجاوزات من قبل المتظاهرين ضد رجال الشرطة‏,‏ والقيام بقذفهم بالحجارة‏,‏ مما أسفر عن إصابة ثلاثة ضباط و‏21‏ مجندا بإصابات بالغة‏,‏ كما تسبب إلقاء حجارة المتظاهرين في إتلاف‏16‏ سيارة شرطة و‏10‏ سيارات ملاكي‏,‏ كما دمر المتظاهرون نقطة مرور شرطة بمنطقة المؤسسة‏..‏ الأمر الذي أدي إلي الارتباك المروري بشوارع وسط المدينة‏,‏ ومحور الكورنيش ساعات طويلة حتي تم تغيير المسارات المرورية‏.‏
وتحت شعار‏(‏ اغضب ولا تخطئ‏),‏ بدأت الأجهزة الإعلامية توجيه نداءات إلي شباب الأقباط الذين خرجوا طيلة الأيام الماضية للتعبير عن غضبهم‏,‏ بضرورة اتباع الإجراءات السلمية بشأن التجمعات وتسيير مثل هذه المظاهرات والتمسك بجعلها سلمية‏.‏
يأتي هذا في الوقت الذي كشف فيه الدكتور سمير رضوان‏,‏ رئيس اللجنة الاقتصادية بمجلس الشعب‏,‏ أن الغرض والهدف الحقيقي من وراء وقوع جريمة الإسكندرية هو النيل من الاقتصاد المصري‏,‏ بجانب الاستقرار السياسي أيضا‏,‏ حيث سعي هؤلاء الإرهابيون الذين خططوا ونفذوا الجريمة إلي تعطيل الاستثمارات الأجنبية التي بدأت في الوصول إلي مصر‏,‏ والتي كان يتوقع لها أن تصل إلي‏10‏ مليارات دولار خلال عام‏2011.‏

ليست هناك تعليقات:

اضافة تعليق

جميع الحقوق محفوظة © 2013 nourheikel
تصميم : يعقوب رضا