اعلان اسفل القائمة العلوية

خبايا التنظيم بعد مقتل الزعيم

ظل اختفاء أسامة بن لادن زعيم تنظيم القاعدة لمدة عشر سنوات يمثل لغزا بالنسبة للأمريكيين الذين ظلوا يلاحقونه في كل مكان‏,‏ خاصة مع تضارب المعلومات عن مكان وجوده
  خبايا التنظيم بعد مقتل الزعيم
شريف الغمري
وهل هو مختبيء في جبال أفغانستان أو في المناطق القبلية الحدودية مع باكستان . إلي أن تم العثور عليه في أخر مكان يمكن تصور وجوده فيه, في بيت كبير داخل منطقة سياحية في بلدة أبوت آباد الباكستانية. ثم كانت عملية قتله التي استغرقت أربعين دقيقة, ومداهمة البيت والعثور علي كميات هائلة من الوثائق التي سوف تحل كثير من الألغاز التي استمرت غامضة لسنوات حول أسامة بن لادن.
ولم تكن قد مرت ايام علي مقتل بن لادن حتي كانت فرق أمريكية متخصصة من الخبراء قد بدأت في فحص تلال من الوثائق المكتوبة والمصورة التي عثر عليها في البيت الذي كان يقيم فيه وتم نقلها في الحال إلي الولايات المتحدة, وتضم أجهزة كمبيوتر وتسجيلات مصورة ووثائق مكتوبة. وقال مسئول في المخابرات الأمريكية أنه حتي لو أمكن استخلاص معلومات من10% فقط من هذه الوثائق فإنها ستقدم خدمة هائلة لمعرفة خفايا تنظيم القاعدة.
وتنوي الحكومة الأمريكية استخدام هذه الوثائق في تحقيق الخطوة التالية لها بعد قتل بن لادن وهي محاولة القضاء علي تنظيم القاعدة نفسه, وإن كانت هناك أولوية تسبق ذلك وهي العمل علي إحباط أي عمليات إرهابية معدة للتنفيذ وسوف تكشف عنها هذه الوثائق خاصة أن هناك ما يشير إلي وجود مؤامرة معدة لتنفيذ هجمات, إحداها تستهدف شبكة خطوط سكك حديدية أمريكية كان مقررا أن يتم تنفيذها في شهر سبتمبر القادم بمناسبة مرور عشر سنوات علي أحداث الحادي عشر من سبتمبر.2001
ومن ضمن المهام العاجلة أيضا التي ستعتمد علي ما تكشفه هذه الوثائق هي الوصول إلي الأماكن التي يختبيء فيها قادة تنظيم القاعدة. وقد تم تنفيذ إحدي تلك المهام بالفعل فور مقتل بن لادن بشن غارة علي إقليم وزيرستان الذي يعتقد أنه معقل لقادة القاعدة مما أسفر عن مقتل12 شخصا من المنتمين إلي تنظيم القاعدة.
وتعتقد مصادر أمريكية عديدة أن مقتل بن لادن قد يساعد أوباما علي الإسراع بتنفيذ خطته بسحب القوات الأمريكية والبريطانية من أفغانستان وتسليم السلطة إلي الأفغان أنفسهم, وإن كانت هناك مصادر أخري تتشكك في إمكانية تنفيذ هذا الهدف بسرعة نظرا لأن قوات الجيش والشرطة الأفغانية لم تصل بعد إلي مرحلة الكفاءة اللازمة للسيطرة علي الأوضاع هناك. بالإضافة إلي الفساد المعروف عن نظام حكم كرزاي نفسه وهو ما يقلل من شعبية الحكومة ويضعف من قدرتها علي السيطرة علي البلاد. كما أن هناك توقعات بأن الولايات المتحدة حتي لو انسحبت فإنها سوف تحتفظ بوجود عسكري مؤثر داخل أفغانستان. يضاف إلي كل ذلك حالة التوتر في العلاقات الباكستانية الأمريكية بسبب الطريقة التي قتل بها بن لادن مما اعتبرته باكستان إنتهاكا من جانب الولايات المتحدة لسيادتها.
وبالإضافة إلي عمليات الفحص للوثائق التي تم العثور عليها فإن المختصين في الحكومة الأمريكية يقومون أيضا في الوقت نفسه بدراسة الاحتمالات التي قد تقوم بها تنظيم القاعدة في الفترة المقبلة ردا علي مقتل بن لادن.
وتقول مصادر أمريكية أن اختفاء بن لادن مؤسس تنظيم القاعدة قد يضعف من قدرة التنظيم علي الإنتشار أو تجنيد أرهابيين جدد, لكن ذلك لن يمنع من أن يقوم أنصاره في التنظيم بعمليات إرهابية لإثبات الوجود وحتي لا يظهر أن تنظيم القاعدة قد انتهي أو أنه قد تلقي ضربة قاصمة بمقتل زعيمه.
وفي الوقت نفسه يشير خبراء بالتنظيم إلي أن بن لادن لم يتولي قيادة أي عملية إرهابية تمت خلال السنوات العشر الماضية نظرا لتقطع قنوات اتصاله مع الخارج نتيجة الغارات الأمريكية المتواصلة علي تنظيمه في أفغانستان, موضحين أن العمليات التي وقعت في أماكن متفرقة في الشرق الأوسط وأوروبا نفذتها خلايا متأثرة بفكرتنظيم القاعدة وبن لادن, ولكنها ليست مرتبطة أو متصلة تنظيميا به.
مهما كانت النتائج التي ستسفر عنها هذه التحليلات أو المعلومات التي سيتم التوصل إليها من فحص الوثائق والتسجيلات المأخوذة من مخبأ بن لادن فالأمر المؤكد أن تنظيم القاعدة قد تلقي ضربة قاصمة سوف تؤثر عليه بالضرورة نظرا لأن المعلومات التي سيتم التوصل إليها سوف تقود إلي كشف خبايا التنظيم سواء ما يتعلق بخططها واتصالاتها بخلايا أخري في الخارج أو ما يتعلق بقيادات هذه التنظيم والذين لم تكن أسماؤهم معروفة حتي الآن.

ليست هناك تعليقات:

اضافة تعليق

جميع الحقوق محفوظة © 2013 nourheikel
تصميم : يعقوب رضا