اعلان اسفل القائمة العلوية

ما السر وراء ابتسامة الشهيد

شهداء 25 يناير ..وقود الثورة وأبطالها الخالدون

الشهيد المبتسم فى ثورة 25 يناير
الشهيد المبتسم فى ثورة 25 يناير
تقرير: إيمان أنور
شهداء ثورة "25 يناير"هم وقود الثورة ...هم النجوم التي أضاءت سماء الحرية، هم الأبطال الذين ضحوا بأرواحهم في سبيل نهضة بلادهم وتخليصها من الفساد والمفسدين، وسواء كان عددهم 365 شهيد،بحسب تصريح وزارة الصحة، أو يفوق 700 بحسب جهات حقوقية، فلهم جميعا من كل مصري تحية تقدير واحترام.
منهم من استشهد فى ميدان التحرير ومنهم من لفظ أنفاسه وهو يدافع عن بيته، ومنهم من نال شرف الشهادة بسبب شهامته وسعيه لانقاذ غيره.
كثيرون لا يعرفون عن هؤلاء الشهداء سوى أسماءهم فقط، فما هي تفاصيل استشهادهم وقصصهم مع الثورة.
" انا ذاهب لاستشهد غدا يا امى ، فكيف تريدين منى عدم النزول للمظاهرة؟ سأتزوج غدا من خارج الدنيا بإذن الله".. تلك كانت آخر كلمات مصطفى الصاوى لوالدته قبل ان يستشهد يوم جمعة الغضب وهو اليوم الذي اتم فيه عامه السادس والعشرين.
مصطفى الصاوى هو اول من استشهد على كوبرى قصر النيل والكثير من المرافقين له في ذلك اليوم ذكروا حماسته الشديدة وتقدمه الصفوف بمنتهى الشجاعة والحماس - رغم ان شخصيته تميل الى الهدوء- وقيامه بتوزيع الكمامات على زملائه - للوقايه من الغاز المسيل من الدموع - ، وقد اثبت تقرير الطب الشرعى إصابته بطلقات نارية "رشية" حية بمنطقة الصدرنتج عنها 25 ثقبا.

سالي..جان دارك المصرية

وتعد سالى زهران الطالبه بجامعة سوهاج من أكثر الوجوه التي حظيت بشهرة كبيرة في وسائل الإعلام ، وشبهها الكاريكاتير بـ "جان دارك المصرية شهيدة ثورة الشباب" ، وقررت بلدية رام الله إطلاق اسمها على شارع في مدينة رام الله ، تقول والدتها ، مع بداية الثورة ذهبت سالى للمشاركة وعندما عادت وكانت حالتها مزرية حاولت منعها من النزول مرة اخرى الا انها اصرت وقالت لى " سيبينى اعمل حاجه للبلد".
رمضان شعبان عبدالقوي 17 سنة استشهد يوم 28 يناير خلال مذبحة قسم شرطة دار السلام ،المشهد كما قال زملاؤه من الصعب ان يوصف طلقات نارية حية تطلق من البلطجية والمسجلين الذين تمركزوا امام القسم ، تلقي رمضان احد الرصاصات في صدره ، من كانوا بجانبه سمعوه ينطق الشهادة قبل ان يلفظ انفاسه الاخيرة تاركا وراءه ابا بالمعاش واما فقدت اغلي ما تملك.
استشهد شهما
محمد متولي عوض صاحب محل احذية 34 عاما استشهد في ميدان التحرير يوم جمعة الغضب بعد اصابته بطلق ناري في الرأس من احد القناصة، ادي الي كسر بالجمجة ونزيف في المخ ، والدته الحاجة سعاد قالت ان ابنها الشهيد كان يستعد للزواج بعد 4 اشهر بعد خطبة استمرت عاماً ونصف العام تعب خلالها محمد للحصول علي شقة وتجهيزها بالاثاث.
شريف شحات سيد، قال عنه اخوه هشام شحات سيد "مصاب "، انه استشهد بسبب شهامته ورجولته، وروي انه يوم 28 يناير كان هناك اطلاق نار بجوار قسم شرطة الزاوية الحمرا بالقرب من منزلهما ،فنزلوا الى الشارع، وكان ضباط الشرطة يطلقون النار بصورة عشوائية علي المارة والمنازل ،مما ادي الي استشهاد جارتهم مريم مكرم التي اصيبت بطلق ناري أثناء تواجدها بالبلكونة في منزلها، فأسرع شريف لإنقاذها واثناء جريه ناحية بيتها قام الضباط باطلاق طلقتين عليه واحدة في صدره والاخري اصابت سلسلة الظهر.
اما الشهيد المبتسم، والذي لا يعرف أحد من هو حتى الآن - فقد استشهد فى جمعة الغضب، ودفن جثمانه فقط منذ يومين في جنازة شعبية بعد اكثر من شهرين على وفاته، اثرتحرك إحدى القارئات المصريات- والتي رفضت ذكر اسمها- لتتقدم بطلب إلى المشرحة لاستلام جثمانه لدفنه إلى جوار والدها في مقابر الأسرة.
وقد تنقل جثمان هذا الشهيد ما بين ثلاجة مستشفى الهلال ومشرحة زينهم، لا يملك إلا أن يبتسم في صمت، يتيماً ليس له أسرة تبحث عن حقه وتسأل من قتله.

ابتسامة الشهيد

د.احمد عمر هاشم
وعن سر ابتسامة هذا الشهيد المجهول وغيره من شهداء الثورة الذين انارت الابتسامه وجوههم عقب استشهادهم ، يقول د. احمد عمر هاشم رئيس جامعة الازهر الاسبق، ان الشهيد عندما يستشهد يطلعه الله سبحانه وتعالى على مقعده فى الجنة ويشم رائحتها فيفرح ويبتسم ويكون وجهه نضرا.
و قد ورد فى غزوة أحد ان احد الصحابه قال قبل أن يستشهد "الجنة ورب النضر انى لاجد ريحها دون احد" اى قرب جبل احد، مما يدلل على ان الشهيد تبشره الملائكة ويرى مقعدة من الجنة فيستبشر ويفرح.
من جهته، قال د.منصور الرفاعى عبيد، وكيل وزارة الاوقاف للمساجد وشؤون القرآن الاسبق، ان منزلة الشهيد عند الله عز وجل هى منزلة عالية وكريمة لان هؤلاء الشهداء ضحوا بأنفسهم في سبيل اظهار الحق ووقفوا امام الطغاة ودافعوا عن اوطانهم .
واوضح ان الشهيد يبعث يوم القيامة ودمه يسيل منه اللون لوم دم والريح ريح مسك ، ويشفع فى 70 من اهله وتستقبله الحور العين ، مشيرا الى ان الشهيد يرى كل ذلك عند خروج روحه ولذلك فهو يشعر بسعادة كبيرة مصداقا لقوله تعالى"يَسْتَبْشِرُونَ بِنِعْمَةٍ مِنْ اللَّهِ وَفَضْلٍ وَأَنَّ اللَّهَ لا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُؤْمِنِينَ".
هؤلاء الشهداء ستظل ذكراهم في قلوبنا وعقولنا أبدا، وستظل اسماؤهم محفورة على صحائف من ذهب على ما قدموه فداء لوطنهم.

ليست هناك تعليقات:

اضافة تعليق

جميع الحقوق محفوظة © 2013 nourheikel
تصميم : يعقوب رضا