اعلان اسفل القائمة العلوية

مشاغبون يهاجمون دار الصحافة يحرقون شاحنة الشروق ويرّوعون الصحفيين



لخضر‭ ‬رزاوي‭ ‬
image
تصوير: علاء بويموت

بلدية القبة ووالي العاصمة ومصالح الأمن يتحملون المسؤولية

كادت دار الصحافة عبد القادر سفير ومقر "الشروق" ببلدية القبة بالجزائر العاصمة، أن تقف أمس، على كارثة حقيقية في الأرواح والممتلكات نتيجة هجوم الآلاف من الأنصار المتوجهين إلى ملعب بن حداد بالقبة، والذين وجدوا المسلك المؤدي إلى الملعب مغلقا أمامهم، حيث الحقوا بمقر‮"‬الشروق‮" ‬أضرارا‭ ‬مادية‭ ‬معتبرة،‭ ‬وتم‭ ‬حرق‭ ‬إحدى‭ ‬شاحنات‭ ‬الجريدة‭ ‬كانت‭ ‬مركونة‭ ‬بجانب‭ ‬المقر‭ ‬وتحطيم‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬السيارات،‭ ‬ولو‭ ‬لا‭ ‬لطف‭ ‬الله‭ ‬لأتت‭ ‬النيران‭ ‬على‭ ‬مقر‭ ‬الجريدة‭ ‬بأكمله‭.‬
  •  الساعة التاسعة صباحا من نهار أمس الجمعة، عندما بدأت مناوشات بين مناصري فريقي رائد القبة وملاحة حسين داي، حيث ظل الطرفان يتحاوران بالحجارة أمام مرأى صحفي وموظفي دار الصحافة، ورجال الأمن المكلفين بحماية هذه الأخيرة، مما أدى إلى سقوط عدد كبير من الجرحى في صفوف الطرفين، حيث سارع موظفو دار الصحافة إلى إسعاف عدد من الجرحى وإدخالهم إلى داخل المقر، وظلت عملية الكر والفر سائدة بين الطرفين إلى غاية حدود الساعة الثانية زوالا، حيث تحولت هذه الاشتباكات عقب صلاة الجمعة إلى أحداث شغب عنيفة ودامية راح ضحيتها أطراف لا علاقة لها بالمقابلة "المشؤومة" لا من قريب ولا من بعيد، وما زاد من خطورة الوضع هو تأخر وصول دعم قوات مكافحة الشغب، خاصة بعد اقتحام مقر دار الصحافة اكثر من مرة وإلحاق أضرار كبيرة بمحتوياتها، حيث تواجد في البداية حوالي 20 عنصرا من قوات الأمن في مواجهة أمواج بشرية هائجة مسلحة بمختلف الأسلحة البيضاء من
  •  قضبان حديدية وسيوف وخناجر وحجارة وعصي وقارورات زجاجية مكتسحين كل ما وجدوه أمامهم بما فيها بيوت السكان ومحلاتهم التجارية الواقعة على طول الشارع الرابط بين حي مايا "بانوراما" وحي بن عمر، حيث قاموا بتحويل جام غضبهم تجاه مقر"الشروق" ودار الصحافة بمجرد منعهم من الوصول إلى الملعب، وانهالوا على نوافذ "الشروق" بوابل من الحجارة وبكل ما طالته أيديهم، مما أسفر عن إصابة المقر بأضرار مادية بليغة وتحطيم النوافذ الزجاجية جراء الرشق الكثيف للحجارة ومختلف المقذوفات، وتناثرت الحجارة والبقايا الزجاجية عبر كامل أرجاء قاعة التحرير، كما تعرضت إحدى شاحنات الجريدة كانت مركونة بجانب المقر لعملية تحطيم وتخريب، قبل أن يضرم فيها الأنصار الغاضبون النار باستخدام البنزين، ما انجرت عنه انفجارات عنيفة على ثلاثة مراحل لخزان الوقود.
  • image
    تصوير: علاء بويموت
  • وقد أثار هذا الانفجار والسنة النيران الملتهبة حالة من الذعر والهستيريا وسط موظفي "الشروق" من صحفيين وتقنيين وغيرهم.. خاصة أن السيارة الملتهبة لا تبعد سوى بمترين عن مقر الجريدة وتقع مباشرة تحت خط كهربائي متوسط الضغط، وما زاد من ذعر العمال هو كون مقر "الشروق" عبارة عن بناء خشبي جاهز، والتأخر الفادح في وصول فرق الإطفاء التابعة للحماية المدنية رغم عشرات الاتصالات التي أجراها جميع موظفي وصحفيي الجريدة كل على حدة، إلا أن رجال الإطفاء وصلوا جد متأخرين أو كما يقال بعد خراب مالطا، ومن لطف المولى تعالى تمكن عمال وصحفيو‮ "‬الشروق‮"‬‭ ‬الذين‭ ‬خاطروا‭ ‬بحياتهم‭ ‬من‭ ‬إبعاد‭ ‬الخطر‭ ‬والتقليل‭ ‬من‭ ‬خطورة‭ ‬الحريق‭ ‬بإمكاناتهم‭ ‬الخاصة‭.‬
  • يأتي هذا في ظل الدعوات العديدة للمواطنين ومن سكان الأحياء المجاورة لملعب بن حداد بوسط مدينة القبة، بعدم إجراء المقابلات خاصة ذات الطابع المحلي المعروفة بـ"الداربي" التي تكثر في المشاحنات بين مناصري هذه الفرق، أو إقامة المباريات مع ضمان الحماية الأمنية للأشخاص والممتلكات بالتعزيزات الأمنية اللازمة والكافية، وهو ما لم يكن حاضرا في حسابات المسؤولين ـ كل من موقع مسؤوليته ـ الذين رخصوا لإقامة المباراة بين الجارين رائد القبة وملاحة حسين داي، دون اتخاذ الإجراءات الأمنية والوقائية اللازمة، لمنع أي تصادم بين مناصري الفريقين، وقد دفعت جريدة "الشروق" والمواطنون العزل ثمن إهمال ولامبالاة المسؤولين على اختلاف مواقعهم، والسؤال يبقى مطروحا وموجها بالتحديد لبلدية القبة ووالي العاصمة والرابطة الوطنية لكرة القدم ومصالح الأمن الذين يتحملون المسؤولية كاملة فيما حدث أمس وما يمكن‭ ‬أن‭ ‬يتكرر‭ ‬في‭ ‬أي‭ ‬لحظة‭. ‬

    جرحى‮ ‬وخسائر‮ ‬مادية‮ ‬و23‭ ‬‮ ‬موقوفا‮ ‬في‮ ‬المواجهات‮ ‬
  •  image
    تصوير: علاء بويموت
  • أسفرت أمس أعمال الشغب التي سبقت داربي القسم الوطني الثاني بين رائد القبة ونصر حسين داي عن وقوع عدة إصابات متفاوتة الخطورة بين أنصار الفريقين وأعوان الأمن الذين لم يتمكنوا من السيطرة على الوضع إلا بشق الأنفس.
  • وسجلت جل الإصابات بالقرب من المسبح البلدي المحاذي لدار الصحافة فريد زويوش، أين التقى مناصرو الفريقين، واشبكوا بالحجارة والعصي، كما استعمل البعض منهم الأسلحة البيضاء، وهو ما تسبب في إصابات متفاوتة الخطورة وسطهم، ونقل بعضهم مباشرة إلى المستشفى لتلقي العلاج اللازم،‭ ‬علما‭ ‬بأن‭ ‬جل‭ ‬الإصابات‭ ‬كانت‭ ‬على‭ ‬مستوى‭ ‬الرأس‭ ‬والظهر‭.‬
  • image
    تصوير: علاء بويموت
  • إلى ذلك، لم تسلم سيارات السكان المحاذين لملعب بن حداد ولا سيارات الشرطة من التخريب، بحيث تم تكسير سيارة من نوع "بيجو 307" بالكامل أمام مرآى مالكتها التي لم يشفع لها صراخها من شرفة العمارة لإيقاف زحف المخربين، الذين أجهزوا أيضا على سيارة أخرى من نوع "سبارك"،‭ ‬ثم‭ ‬سيارة‭ ‬محاذية‭ ‬لها‭ ‬من‭ ‬نوع‮ "‬فيات‮"‬،‭ ‬إضافة‭ ‬إلى‭ ‬بعض‭ ‬سيارات‭ ‬المارة‭ ‬الذين‭ ‬دفعوا‭ ‬زجاج‭ ‬سياراتهم‭ ‬ثمنا‭ ‬لمغامرتهم‭ ‬بالمرور‭ ‬بين‭ ‬أنصار‭ ‬الفريقين‭.‬
  • هذا وطُعن أحد رجال الشرطة بالسكين في ظهره ونقل على جناح السرعة إلى المستشفى، بحيث تلقى الضربة أثناء قيامه بعمله ولم يشعر حينها بشيء إلى أن أغمي عليه وسط زملائه، ووقعت أيضا إصابات أخرى بين أعوان الأمن على مستوى اليد والقدم، إذ نقلوا إلى المستشفى بعد ما هدأت‭ ‬الأوضاع‭ ‬قليلا،‭ ‬وقد‭ ‬كسر‭ ‬أيضا‭ ‬زجاج‭ ‬إحدى‭ ‬سيارات‭ ‬الشرطة‭ ‬بعد‮ ‬ما‭ ‬تم‭ ‬رشقها‭ ‬بالحجارة،‭ ‬قبل‭ ‬أن‭ ‬يفر‭ ‬بها‭ ‬السائق‭ ‬ويدخلها‭ ‬إلى‭ ‬دار‭ ‬الصحافة‭.‬
  • وألقت‭ ‬قوات‭ ‬الأمن‭ ‬القبض‭ ‬على‭ ‬23‭ ‬مناصرا‭ ‬تم‭ ‬حجزهم‭ ‬بمكان‭ ‬خاص‭ ‬قبل‭ ‬نقلهم‭ ‬إلى‭ ‬مركز‭ ‬الشرطة‭ ‬بحسين‭ ‬داي،‭ ‬ويفترض‭ ‬أن‭ ‬يعرضوا‭ ‬اليوم‭ ‬على‭ ‬قاضي‭ ‬التحقيق‭.‬
  • وأفاد شهود عيان أن بعض المشاغبين حاولوا اقتحام بعض المساكن المحاذية لملعب بن حداد في وقت صلاة الجمعة، مستغلين تواجد الجميع بالمساجد، ولكنهم لم يوفقوا في تحقيق ما كانوا يصبون إليه، بعد تدخل رجال الأمن وبعض سكان الحي.

ليست هناك تعليقات:

اضافة تعليق

جميع الحقوق محفوظة © 2013 nourheikel
تصميم : يعقوب رضا