اعلان اسفل القائمة العلوية

الداخلية تعود لمواجهة المتظاهرين بعد هدنة من طرف واحد


احتدمت المواجهات بين قوات الداخلية والشباب حيث تقدمت المدرعات في اتجاه ميدان الفلكي من ناحية شارع منصور والفلكي، وقامت بإطلاق العشرات من قنابل الغاز  ورصاصات الخرطوش، مما أدي الي إصابة العشرات من الشباب وقد تكدث المصابين علي جانبي الطريق نظرا لصعوبة وصول الإسعاف الشارع محمد محمود، بينما نجح المتظاهرين في نقل عشرا المصابين للمستشفيات الميدانية والمستشفيات القريبة وهتف الشباب الشعب يرديد اسقاط المشير، ويسقط يسقط حكم العسكر.
جدير بالذكر، أن قوات الداخلية قامت بكسر الهدنة التي عقدها مجموعة من الشخصيات العامة ووتوقفت علي إثرها الاشتباكات، ولكن فوجئ المتظاهرين بقيام قوات الشرطة بإلقاء قنابل الغاز عليهم، مما أدي الي إصابة العشرات.

قوات الأمن تخرق الهدنة بينها وبين متظاهري الداخلية.. وتطلق الخرطوش والمطاطي


تجددت الإشتباكات بمحيط وزارة الداخلية وذلك بعد هدنة دامت لعدة ساعات فقط بين المتظاهرين وقوات الأمن، المتمركزة في محيط وزارة الداخلية والتي قامت ببناء الحواجز الخرسانية في محيط الوزارة لمنع المتظاهرين من الوصول إليها.
الإشتباكات تمركزت في شارع منصور وهو الشارع الرئيسي المؤدي لوزارة الداخلية كما إمتدت الإشتباكات بشارعي نوبار والفلكي وهما أحد الشوارع المؤدية للوزارة، وقد أمطرت قوات الأمن المتظاهرين بسيل من قنابل الغاز والدخان والتي إمتدت تأثيراتها لميدان الفلكي ما أجبر اصحاب المحال على إغلاق محالهم لإصابتهم بالإختناق.
قوات الأمن أطلقت الخرطوش والمطاطي على المتظاهرين وإستقبلت المستشفيات الميدانية في شارعي محمد محمود ومنصور عشرات المصابين، وقد تم نقل المصابين بحالات خطرة إلى مستشفيات المنيرة والقصر العين

بعد «معاداة» العسكري جميع طوائف الشعب.. المصريون يعلنون العصيان المدنى.. والمشير يتجاهل


منذ أن وقعت أحداث مذبحة بورسعيد المؤلمة والدعوات بالعصيان المدنى لا تتوقف، لإجبار المجلس العسكرى بتسليم حكم البلاد لسلطة مدنية منتخبة، على أن يبدأ العصيان فى يوم 11 فبراير القادم فى ذكرى تنحى المخلوع عن السلطة، ورغم ذلك يتعامل المجلس مع تلك الدعوات بتجاهل تام وكأنها ليست موجهه له.
الغريب أن تلك الدعوة لم تخرج من جهة واحدة، كما هى العادة، ولكنها خرجت من جهات عدة ممثلة لكافة أطياف الشعب المصرى، فمن المصانع والشركات ومرورا بالجامعات والمدارس -الحكومية والأجنبية- وحتى وصولا إلى الناشطين والسياسين، والدعوات المنتشرة فى الفضاء الألكترونى تؤكد أن المشاركين فى العصيان يتزايدون يوما بعد الآخر.
وهذه نتيجة طبيعية لعام كامل من حكم المجلس العسكرى استطاع خلاله أن يعادى جميع الفصائل المصرية، فالقتل والمجازر التى شهدتها مصر خلال الفترة الانتقالية أو كما يسميها البعض "الانتقامية"، وقعت تحت سمع وبصر المجلس، بل قام العسكر نفسه ببعضها.
 فالرجال والنساء، والمسلمين والأقباط، والجامعيين والعمال، الإعلاميين والنشطاء، الشيوخ والأطفال، قد ارتكب "حامى الثورة" جرائم ضدهم، حتى وصل الأمر إلى سفك دم مشجعى الكورة فى مصر لمجرد أنهم نددوا بحكم العسكر فى مدرجاتهم.
رجال و نساء
 ربما سقط فى أيام الثورة الأولى المئات من الشهداء والآلاف من المصابين ولم يكسر ذلك فينا الروح إلا أن المجلس قد تمكن من فعل ذلك، فتم عمل "كشف العذرية" لـ 27 بنت مصرية على أيدى جنود الجيش المصرى، بعد فض اعتصام 9 مارس بالقوة، فى واقعة لم تشهدها مصر فى عصور الاحتلال، وبعدها بتسعة أشهر تم سحل البنات وتعريتهم فى شارع القصر العينى، فيما عرف بأحداث مجلس الوزراء، بعدها نظمت نساء مصر مسيرة حاشدة نددت فيها بحكم العسكر قالت خلالها " يا عسكر يا أوباش بنت مصر ما تتعراش"
مسلمين وأقباط
فى التاسع من أكتوبر الماضى تم دهس 29 قبطى تحت دبابات الجيش أمام مبنى ماسبيرو، ولأول مرة يهتف ضد العسكر من داخل كنائس مصر، وفى الثامن عشر من نوفمبر الماضى تم قتل الشيخ عماد عفت أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية خرجت بعدها جنازته من الأزهر الشريف مرددة هتافات ضد المجلس العسكرى، ليتوحد هتاف عنصرى الأمة ضد حكم العسكر مرددين "جوه كنيسة وجوه الأزهر.. يسقط يسقط حكم العسكر"
جامعيين وطلبة مدارس
بينما كان متطوعا بالمستشفى الميدانى بميدان التحرير فى أحداث مجلس الوزراء، سقط شهيدا برصاص العسكر، هو علاء عبد الهادى الطالب بكلية الطب جامعة عين شمس، وخلال نفس الأحداث سقط معه طلبة من كليات الحقوق والهندسة بجامعات حكومية مختلفة، وفى مذبحة بورسعيد التى راح ضحيتها 75 شهيدا، كان من بينهم "عمرو محسن" الطالب بالجامعة الأمريكية و"كريم خزام" الطالب بالجامعة الألمانية، وفى نفس المجزرة سقط الطالب "أنس محيى الدين" صاحب الـ14 عام، لتتوحد جامعات مصر ومدارسها الحكومية منها والأجنبية ضد جبروت العسكر، تضامنا مع الشهداء، فهتف مثلا طلبة التربية العسكرية بجامعة عين شمس "يسقط يسقط حكم العسكر".
نشطاء وإعلاميين
فى مسيرة سلمية كانت فى اتجاهها لوزارة الدفاع يوم 23 يوليو الماضى، خرج أعضاء المجلس العسكرى على الفضائيات ليخبروا المصريين أن الوطن فى خطر وأن "عملاء 6 إبريل" فى اتجاههم لتحطيم مبنى الوزارة، فى تلك الأثناء سقط "محمد محسن" ابن محافظة أسوان والناشط بحركة 6 إبريل، شهيدا، وفى أحداث شارع محمد محمود التى بدأت فى التاسع عشر من نوفمبر الماضى، كانت أسلحة "باشاوات" الداخلية تصوب فى عيون المتظاهرين، وكان رد الفعل حينها هو "جدع ياباشا"، حينها فقئت عين أحمد حرارة اليسرى بعدما فقد عينه اليمنى فى جمعة الغضب، وكذلك فقئت عين كلا من مالك مصطفى المدون والناشط، وأحمد عبد الفتاح المصور الصحفى بالمصرى اليوم
أهلاوى وزملكاوى
فى اليوم الثالث من أحداث محمد محمود سقط أول شهيد للألتراس فى مصر تحت حكم العسكر، هو "شهاب الدين أحمد" عضو رابطة "الوايت نايتس" –ألتراس زملكاوى-، وبعدها بشهر واحد فقط، سقط الشهيد الثانى "محمد مصطفى" عضو ألتراس أهلاوى، فى أحداث مجلس الوزراء،  ليتوحد صف الألتراس فى مصر منتقلين من اتحادهم فى ميادين التحرير إلى توحدهم حتى فى ملاعب الكرة لتبدأ التنديدات بحكم العسكر فى المدرجات فهتف ألتراس أهلاوى فى مباراة الأهلى والمقاولون "أكتب على سور الزنزانة.. حكم العسكر عار وخيانة"، بعدها أتفق كلا من ألتراس أهلاوى وزملكاوى على عمل هدنة بينهما واتفقوا أيضا على توحيد هتافاتهم فى لقاء القمة، والذى كان مقررا له يوم 8 فبراير، على أن يكون الهتاف هو "يسقط يسقط حكم العسكر"، ولكن لم يسعفهم القدر فقد راح أكثر من 75 شهيدا و1000 مصاب غدرا فى مؤامرة دنيئة، لتصفية الألتراس عقابا لهم على وقوفهم كحائط صد فى ميادين الحرية، ليهتف بعدها الألتراس فى الشوارع "قتلوا الألتراس الأحرار.. علشان وقفوا مع الثوار"

استقالة حسن نافعة ومحمد عبدالجواد من المجلس الاستشاري


استقالة حسن نافعة ومحمد عبدالجواد من المجلس الاستشاري
تقدم الدكتور حسن نافعة اليوم الأحد باستقالته من عضوية المجلس الاستشاري اعتراضا على الأوضاع الأمنية التي شهدتها البلاد في الأيام الأخيرة وخصوصا عدم الكشف عن المتورطين في أحداث العنف المتكررة في البلاد خلال الفترة الانتقالية.
كما أعلن الدكتور محمد عبد الجواد النقيب العام لصيادلة مصر عن تقديمه لاستقالته من عضوية المجلس الاستشاري.
وقال عبد الجواد انه لا يستطيع الاستمرار في أعمال المجلس ومستعد لأي دور في خدمة البلد، معتبرا أنه قد يكون مخطئا بسبب براته السياسية المتواضعة، لكنه إتخذ قراره عن قناعة تامة من جانبه، لم يعلن المجلس الاستشاري موقفه من قبول أو رفض الاستقالتين.

والد الشهيد أسامة: "أنا وولادي فدا الوطن.. ونغمة موبايلي يسقط حكم العسكر"


FEB62012
خاص
"أسامة مصطفى أحمد محمد" أحد شهداء ألتراس أهلاوي كان يستعد للالتحاق بجامعة مصر، ولكن أراد الله سبحانه وتعالي أن يلحقه بفسيح جناته.. آخر كلمات الشهيد لوالده: "يابا أنا عاوز منك خمسة جنيه فكة علشان رايح بورسعيد".. أما والدته فحلمت به في منامها يوم المباراة وهو يقول لها: "أنا مع الأبرار يا أمي".
بالدموع والبكاء فتح مصطفى أحمد محمد والد الشهيد أسامة قلبه المحترق من لوعة الحزن لـshootha.com قائلا: "آخر مرة كلمته فيها قبل ما يروح بورسعيد كانت ليلة الماتش وفضل يا عيني سهران طول الليل أصل نومه كان تقيل قوي، فخاف تروح عليه نومه".
وتابع بحرقة: "بعد كده جالي أسامة الساعة 5 ونص الفجر وقالي عايز منك يا بابا 5 جنيه فكه أخليها معايا وأنا رايح بورسعيد، فقلت له يا ابني هو حد يروح بورسعيد بخمسة جنيه، فرد علي: "يا بابا أنا معايا فلوس بس دي احتياطي".
وأكمل بصوته المتقطع من شدة الحزن والبكاء على فلذة كبده: "لما شفت جثة الشهيد كانت الفلوس في جيبه زي ما هي".
ووجه مصطفى محمد رسالة قائلا: "أنا عامل نغمة موبايلي يسقط يسقط حكم العسكر.. وبعدين هنخلص إمتى؟.. أنا شاركت في الثورة ومستعد أضحي بعمري وولادي في سبيل الوطن.. ومش عارف مين اللي قتل ابني هل المجلس العسكري ولا الداخلية ولا رئيس الوزراء ولا مين؟".
وقال والد الشهيد الذي بدا عليه الإيمان بالله سبحانه وتعالي: "إنا لله وإنا إليه راجعون.. هو الذي أعطى وهو الذي أخذ.. حسبي الله ونعم الوكيل".
واختتم والد الشهيد تصريحاته: "أنا عندي مشكلة كبيرة لحد دلوقتي لم يتم استخراج شهادة الوفاة والتقرير الطبي.. كل اللي طلع تصريح الدفن".
أما والدة الشهيد فلم تر أسامة قبل أن يذهب إلى المباراة، ولكنها شاهدته في المنام ليلة اللقاء".
وتابعت: "شفته في المنام بيقول لي يا أمي أنا مع الأبرار".
وكان shootha.com قد ناشد المسئولين بسرعة استخراج شهادة الوفاء والتقرير الخاص بالشهيد أسامة.

تدوينة تكشف المسئول عن أحداث بورسعيد


FEB52012
نشر المدون والناشط  "إسماعيل الإسكندراني" عضو المبادرة المصرية للحقوق الشخصية عبر صفحته على "الفيس بوك" تدوينة أكد فيها  حصوله على كثير من المعلومات بالغة الأهمية تساعد في الكشف عن المسئول الأول عن أحداث بورسعيد.

وبدأ "الإسكندراني" تدوينته بشهادته عما رآه أثناء مشاركته في لجنة تقصي الحقائق، ثم تلا ذلك بكتابة وصيته في نهاية التدوينة، في إشارة إلى إمكانية تعرضه لخطر ما..

وفيما يلي نص التدوينة:
المسئول الأول عن أحداث بورسعيد وسيناريو الفوضى .. ووصيتي

كنت قد عاهدت نفسي وأعلنت عبر مواقع التواصل الاجتماعي أني سألتزم أثناء زيارتي لبورسعيد بتقصي "الحقائق" وتوثيق شهادات العيان وتحري "المعلومات" بعيدا عن "الرأي" و"التحليل" و"التفسير"، ذلك لأني ذهبت بصفتي البحثية والصحفية وكأحد أفراد بعثة تقصي الحقائق التي أوفدتها المبادرة المصرية للحقوق الشخصية.

ووفاءً بعهدي لم أكتب حرفاً واحداً يعبر عن رأيي طيلة الزيارة - الذي لم أكن قد كونته بعد. وها أنا الآن قد غادرت بورسعيد إلى الإسكندرية، بعد 3 ليالي وأيام من العمل الشاق اختتمته بتعاون مع لجنة تقصي الحقائق البرلمانية بخصوص شاهد لديه معلومات تفصيلية عن 3 من البلطجية الذين شوهدوا في المباراة وظهرت وجوههم بوضوح في الصور الفوتوغرافية والتليفزيونية ..

الآن فقط يمكنني أن أبدأ بتدوين رأيي وأن أنشر تحليلي، مؤكداً أنه رأيي الشخصي وعلى مسؤوليتي المنفردة.

دعوني أبدأ بواقعة حدثت بالفعل منذ أسابيع قليلة وأراها مرتبطة بشكل أو بآخر بأحداث بورسعيد..

موظف مبيعات بشركة عقارية اتفق على موعد مع زبون "مهم جداً" يعمل في "جهة ما" .. كان الموعد ملاصقاً لموعد طائرته إلى دولة عربية تضم المقر الرئيسي للشركة .. ضاق الوقت برجل المبيعات فأخلف الموعد دون سابق اعتذار وذهب إلى المطار مباشرة .. أبرز هويته والتذكرة، ومر على الميزان والجوازات، وانتظر الطائرة، وركب حافلة الركاب الداخلية، وصعد إلى طائرته، وأخيراً أقلعت الطائرة بالفعل..

وإذا به يفاجأ بدوران الطائرة بعد إقلاعها وعودتها إلى المطار وإنزاله كمطلوب للسلطات .. وبالطبع وجد نفسه مستدعىً لزبونه الذي أراد تلقينه درساً في التعامل مع "الأشخاص المهمة جداً" فعطّل مصالح العشرات من الناس الأقل أهمية، فضلاً عن استعراض عضلات نفوذه على حركة الطيران المدني..

قطع الزبون علاقته التجارية بالموظف فأوفدت الشركة زميلة أخرى .. فنصحها الزبون بالقعود في بيتها لأن "البلد داخلة على أيام سودا".. (الغريب أنه عارف!)

هل علمتم الجهة التي يعمل بها الزبون؟ ذلك الجهاز الأخطبوطي الذي يأمر فيطاع ويسأل من يشاء دون أن يساءله أحد؟

إنه جهاز المخابرات العامة

إذا أصدر رائد في المخابرات العامة في الثلاثينيات من عمره أمراً صارماً لأية جهة تنفيذية أو إدارية فمن يستطيع أن يناقشه؟ ولو ناقشه أحد، فمباذا سيجادل المُناقِش لو أخبره أن الأمر متعلق بأمر "سيادي" أو مسألة "أمن قومي"؟!

ولو شك أحدهم أن هذا الشاب يستغل نفوذه في تحقيق مصالحه الشخصية، أو إرضاء ذاته المريضه بحب التسلط والسيطرة، أو تلبية رغبات هواه العليل المتوهم تحريك كل الأمور من وراء ستار .. فما الإجراء الذي يمكن أن يتفتق ذهن المعترض عن اتخاذه إزاءه؟!

المخابرات العامة هي ملتقى "الكفاءات" من الجيش والشرطة، وصاحبة ألف وجه من وجوه القوة الناعمة إعلامياً واقتصادياً واجتماعياً، فضلاً عن النفوذ بالتدخل المباشر والسطوة المعنوية..

المخابرات العامة هي ذلك البطل الغامض المحبوب جماهيرياً بسبب محمود عبد العزيز (رأفت الهجان) وعادل إمام (جمعة الشوان) ونبيل فاروق (رجل المستحيل).. وهي قدس الأقداس الذي لا يجرؤ على انتقاده ولا لومه ولا اتهامه أحد..

جهاز المخابرات العامة الحالي هو الوريث الفاسد لأمجاد سابقيه، وهو الوريث السكّير الذي يبدد ثروة أسلافه الوطنية في صالات المقامرة والرهان على عمر سليمان وأشباهه من السفاحين ..

المخابرات العامة هو الجهاز السيادي المقيت الذي لا يدرك الفارق بينه وبين المخابرات العسكرية من المدنيين سوى أبناء سيناء الذين تشرفت بالانتساب إليهم مؤخراً (مع عدم تنزيه المخابرات العسكرية ولا تقديسها)..

المخابرات العامة هي الهيئة التي لا تقيم وزناً لحياة البشر بمجرد اعتبارهم "أهدافا".. وهي الجهة التي تستطيع أن ينتحل أفرادها أية صفة مدنية أو عسكرية .. وهي التي يمكنها تمرير مخططاتها عبر أجهزة الدولة كلها وعبر شبكات المصالح وعبر البلطجية وعبر وسائل التعبئة والدعاية التي يرضعها المبتدئون لديهم..

المخابرات العامة هي التي يمكنها أن توظف الجيش والشرطة والاستاد والكهرباء وبعض الجماهير لإحداث فوضى، كنت أنتظر أن يخططوا لوقوعها في تل أبيب!

الحقائق التي توصلت إليها كالآتي:


1- تم تغيير مسار دخول موكب حافلات مشجعي الأهلي من الجنوب (طريق القاهرة والإسماعيلية) إلى الغرب (طريق دمياط والمنصورة) عبْر الطريق الدائري بحجة تأمينهم من جماهير النادي المصري المتربصة بهم..

في هذه الأثناء انضمت حافلتان تابعتان لشركة "شرق الدلتا" لنقل الركاب وهما تحملان من قالوا عن أنفسهم أنهم من رابطة مشجعي المصري بدمياط. وسارت الحافلتان ضمن الموكب الذي كان مؤمناً بقوات الشرطة والأمن المركزي.

* لاحظ أن شركة "شرق الدلتا" تابعة للقطاع العام ولا تتعاقد على رحلات خاصة كما تفعل شركات النقل والسياحة الخاصة!

2- الاستعدادات الأمنية كانت أقل من المعتاد في المباريات عموماً - بما فيها المباريات التي منع فيها دخول جمهور النادي المنافس - وكان أقل بكثير من المنطقي في مباراة مع النادي الأهلي القادم مع جمهوره المحتقن والمتوعّد.

3- محافظ بورسعيد لم يحضر تلك المباراة المهمة. وأحد أبناء المدينة - الذي كان بوده حضور المباراة لولا سفره الاضطراري إلى المنصورة - سمع أميناً للشرطة يقول لسائق السيارة الأجرة "البيجو" التي جمعتهم بأنه ترك خدمته في المباراة لأنه يخشى على حياته ويريد العودة لأبنائه وأنه يعلم أنهم سيقتلون بعضهم البعض.

4- كان هناك تساهل مريب في دخول الجماهير دون إبراز التذكرة ولا تفتيش، وهي سابقة تاريخية في عُرف الملاعب المصرية. كما لم يلتزم أحد بالمدرجات المخصصة له، فجلس جمهور عادي في مدرجات الإعلاميين.

5- انتشر في المباراة ألعاب نارية خطرة لم يعرفها جمهور المصري ولا أهالي بورسعيد، لا من حيث النوعية ولا الكمية. والمهم أنها انتشرت بين صفوف الجمهورين بالتزامن.

6- أجمع كل من وثقت شهاداتهم من شهود العيان ممن لم يفوتوا مباراة للنادي المصري أنهم رأوا وجوهاً غريبة لم يروها في حياتهم بين صفوف المشجعين (لاحظ أن بورسعيد مدينة صغيرة وأن المشجعين يعرفون بعضهم البعض أو على الأقل يألفون وجوه بعضهم)..

ولأول مرة أيضاً يتم إرهاب المشجعين بالسلاح الأبيض - داخل المدرجات - بحجة أنهم لا يشجعون كما ينبغي أن يكون التشجيع، واعتراضاً على لافتة تمني الشفاء لمحمود الخطيب..

7- تم لَحْم بوابة خروج مدرجات مشجعي الأهلي، وفتحت البوابة الغربية المؤدية إلى الملعب من ناحية مدرجات مشجعي المصري، وتدفقت جماهير المصري (بغض النظر عن الدافع: احتفال بالفوز المميز - فرحة أطفال وأحداث بالنجيلا - بلطجية معروفون بالاسم في بورسعيد توجهوا صوب لاعبي الأهلي للاعتداء عليهم - جمهور من المصري حاول منع المعتدين - جمهور من المصري شارك في الاعتداء...)

8- تم إطفاء الأنوار عن عمد - دون انقطاع في الكهرباء - بدليل استمرار أغاني الاحتفال بفوز المصري..

9- تم سماع 4 طلقات نارية فور انتهاء المباراة من داخل الاستاد..

10- توقفت قوات الأمن تتفرج، ورفضت القيادات الأمنية التدخل، بل منع أحدهم (الضابط محمود المر) أحد الجنود الذي حاول التصدي للمعتدين. فضلاً عن طلب عميد في الأمن المركزي من إسلام عز الدين - مدير الموقع الرسمي لجماهير النادي المصري وعضو مؤسس بألتراس مصراوي - أن يشكّل فريقاً من المتطوعين بحماية المدرجات أثناء المباراة وعدم توظيف قوات الأمن في ذلك.

11- حدث تراخي غريب في التعامل مع الأزمة وإنقاذ المصابين ونقل الجثث، بالإضافة إلى التباطؤ في التدخل العسكري لضبط الأمن - كما هو متوقع في مدينة مطلة على قناة السويس.


12- أثناء المظاهرات الاحتجاجية في اليومين التاليين شَهِدْتُ تحريضاً غريباً ممن لا يشاركون بأيديهم في شيء (على سبيل المثال: رجلان أنيقان يقفان يتفرجان على المتظاهرين المتحمسين أمام مديرية الأمن ويحرضان على تحطيمها، وحينما احتد عليهما صديق بورسعيدي يصر على سلمية التظاهر غيّرا الموضوع ثم انسحبا واختفيا تماماً) بالإضافة إلى البلطجي المقبوض عليه يوم الجمعة الذي حاول التحريض من بين صفوف المتظاهرين على تحطيم مبنى المحافظة..


كل هذه الحقائق المرتبطة ببعضها لا ينظمها سوى عقد واحد، وهو الطرف الهلامي الذي لا يستطيع أن يسمّيه أحد، إما خوفاً أو عجزاً عن التحقق..

أحذر لجنة تقصي الحقائق والنيابة العامة وكل من يقرأ هذه التدوينة من الاستعجال في تصديق أن من دفع بالبلطجية فلان أو علان، حتى لو كانوا من أصدقاء جمال مبارك ومن أكثر الفلول إفساداً فما هم - في رأيي - إلا أدوات وكباش فداء، كما هي حال من سيثبت تورطه وتواطؤه من الشرطة العادية.

-----------

المخابرات العامة هي التي رَأَسَها مَنْ صار نائباً لرئيس الجمهورية المخلوع ثم مستشاراً أمنياً لرأس العدو الإقليمي الأول للثورة - النظام السعودي - وهي سابقة تاريخية يجب أن تُكْتب بمداد الخزي في صحائف العار..

المخابرات العامة هي التي يرأسها الآن من كان محافظاً ظالماً فاشلاً لشمال سيناء..

المخابرات العامة هي مأوى فنانو التعذيب في الشرق الأوسط، وفرق الاغتيالات المحترفة، ومخططو الدعاية والرأي العام..

المخابرات العامة هو أكبر جهاز يملك وثائق ومعلومات يتم توظيفها لحسابات شخصية وسياسية ومصلحية، ويتستر على جرائم مالية وجنائية وسياسية لكل الفاسدين..

المخابرات العامة هي كهنوت نظام مبارك الذي عسكره رغم مدنيته المفترضة، ورقّى رئيسه ليصير تابعاً له مباشرة على درجة وزير..

المخابرات العامة هي الغولة التي أقول في وجهها إن عينها الحمراء لا تخيفني..

وهي السلطان الجائر الذي أحتسب نفسي عند الله شهيداً لو قتلوني بسبب كلمة حق في وجوههم

لو كانت المخابرات العامة هيئة علنية تتعامل مع الإعلام والجمهور لأعلنتها أمام الجميع في وجه اللواء مراد موافي وأصحاب الولاء لعمر سليمان أنهم مسؤولون عن أحداث بورسعيد وعن سيناريو الفوضى الهدامة/الخلاقة الذي يراهنون عليه .. لكن طالما كانت أفعالهم معنا غير مباشرة فكلمتي التي أصدح بها عنهم هي أيضاً غير مباشرة - عبر مدونتي المتواضعة وحسابي على فيسبوك ..

المخابرات العامة هي المسؤولة عن افتعال أزمات أنابيب البوتاجاز والوقود - لا سيما في الصعيد ..

المخابرات العامة هي الكلمة التي تعمدت تكرارها في هذه التدوينة كي ترن في أذن قارئها، ويعتاد عليها لسان الثوار ولا يخشون من ترديدها

المخابرات العامة هو جهاز يقتات من ضرائبنا وموارد دولتنا القائمة على أحقيتنا فيها وفي الواجبات التي تلتزم بها من أجلنا في مقابل التخلي عن بعض هذه الحقوق والمستحقات..

المخابرات العامة ليست فوق المساءلة .. ويجب أن يرأسها مدني ..

تسقط تسقط رئاسة العسكر للمخابرات العامة


____________________________


الرجاء ملاحظة عنوان التدوينة .. "المسؤول الأول" .. ولم أقل "الوحيد"

_________________________________


وصيتي


بعد الحمد لله والصلاة والسلام على محمد بن عبد الله الرسول الأمي وعلى آله وصحبه، وشهادة ألا إله إلا الله الواحد الديان، الحق الوكيل، الرحمن الرحيم، الذي حرم الظلم على نفسه وجعله بين العباد محرماً، واصطفى من البشر أنبياءه، واختار لجيرتهم في فردوسه شهداءه، وأوحى إلى خاتم رسله أن سيد الشهداء حمزة ورجل قام إلى سلطان جائر فأمره ونهاه فقتله..

فإن هذه وصيتي إليكم لو قدّر الله لي أن يمكّن من رقبتي الظالمين بعد كلمة حق في وجوههم الملطخة بأوزار دماء الشهداء الأبرار، إن لم يكن فعلاً وتدبيراً فتواطؤً وتستراً وسكوتاً بغيضاً عن شهادات حق تأثم بكتمانها القلوب..

أوصيكم أن تذكروا سبب نهايتي، وأن تنشروا كلمتي، وألا تترددوا في توجيه الاتهام لمن يثار حوله الشك كائناً من كان، ثم تكون الإدانة بحكم قاضٍ بعد تحقيق وتقصٍ..

أوصيكم بتكسير كل صنم يهابه الناس حيث يجب الخوف من خالقهم وحده، وتحطيم كل وثن يبجله البشر حين ينبغي أن يكون حب الحق - جلّ وعلا - هو الأحق..

أوصيكم بترديد كل كلمة لم يحرّم دينكم النطق بها، فاجهروا بكلمة "المخابرات العامة" و"المخابرات العسكرية" وأحسنوا اختيار السياق فلا تخرجوا من خطأ الرهبة إلى خطيئة الابتذال..

أوصيكم بثورة الكرامة والحرية .. استكملوها ولا يهنأ بالكم إلا برئيس مدني منتخب ودستور توافقي يحفظ الحقوق ويحمي الحريات ويضبط ميزان العلاقات المدنية العسكرية..

أوصيكم بأمي .. صبّروها وشدّوا على يديها وأروها من أنفسكم ألف ابنٍ خيراً ممن فقدت..

أوصيكم بالمهمشين من أبناء وطنكم، الذين قهرهم الظالمون وقمعهم الأعوان وأهملهم الإعلام..

أوصيكم بأهل الصعيد وأبناء سيناء .. زوروهم وتعرفوا عليهم وادرسوا أحوالهم وتحاوروا معهم لا عنهم، ووفّروا عطفكم عليهم فالجهل بهم هو ما يستحق الشفقة، فقط ردوا إليهم حقوقهم المعنوية ومكّنوهم من خيرات بلادهم..

أوصيكم بالمصريين من أبناء حام، البشارية والعبابدة، الذين كانوا عند نظام الذل أهون من موارد أرضهم، شلاتين وحلايب، فلم يعاملهم كمصريين ولم يعطهم حقوق السودانيين..

أوصيكم بقاطني أعالي مصر، إخوانكم النوبيين الصابرين الصامدين المخلصين..

أوصيكم أن تذكروا وصية نبي الإسلام - صلى الله عليه وسلم - بالنساء، وأن تفخروا بالمرأة المصرية العظيمة، وأن تنصفوها من ذكوركم وأعرافكم، وأن تردوا لها حقوقها، وأن تكرموا منازلها..

أوصيكم بالمشردين الذين افترشوا الأرض والتحفوا السماء وقت أن تدثرتم بنعم الله ولم تشكروها..

أوصيكم بسكان الصحاري والجبال والأخوار والعشش والأكواخ..

أوصيكم بمن رفعوا أيادي البطش عنكم بعيونهم وصدروهم العارية أمام رصاص المعتدين..

أوصيكم بالمستضعفين والفقراء الذين خيبوا ظنون المتوجسين من ثورة جياع، فتعففوا رغم جوعهم، وأمّنوكم وقت خوفكم، وتحملوا أوزار من سرق أقواتهم ممن لم يوقفهم الطمع عن النهم، ولم يردعهم تدابير الله في السنن..

أوصيكم بمهنة الحقيقة التي خالطها الزيف والتضليل، والعوار والاختزال، طهروها من الدَخَل وأزيلوا عنها غشاوتها بتفكيك مركزيتها، واذهبوا بها إلى الأطراف والأعماق..

أوصيكم بجهدي البحثي المتواضع أن تقرأوه وتنقدوه وتبنوا عليه .. أوصيكم بالتحرر من "النماذج"، الأمريكي منها والأوروبي والتركي .. اصنعوا نموذجنا المصري وطوروه وافخروا به .. ميّزوه بإنسانه وإنسانيته وأزهره وكنائسه المتنوعة .. وأثروا روافده بالثقافات المصرية المتعددة لغة وعرقاً وأرضاً وعُرفاً ..

أوصيكم بمصر .. ففي نهضتها الإنسانية صلاح للأمة وعمار للبشرية.

وأخيراً أوصيكم بالتزام السنن الشرعية في تغسيلي وتكفيني - لو لم يرَ العلماء معاملة جثماني كشهداء القتال - وكذلك في تشييعي والصلاة عليّ والحداد، وألا تبخلوا عليّ بعلم مصر تجعلونه وسادة تحت رأسي.

وحسبي الله لا إله إلا هو عليه توكلت وهو رب العرش العظيم.

وده لينك المدونة:

http://ismailalex.blogspot.com/2012/02/blog-post_1896.html?utm_source=tw...
جميع الحقوق محفوظة © 2013 nourheikel
تصميم : يعقوب رضا